اليوم العالمي للأرصاد الجوية، 23 مارس 2016
تحتفل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومرافق الأرصاد الجوية في جميع أنحاء العالم باليوم العالمي للأرصاد الجوية في 23 مارس من كل عام، وذلك تخليدا لذكرى دخول اتفاقية المنظمة حيز التنفيذ اعتباراً من 23 مارس 1950.

يحتفل العالم يوم 23 مارس 2016، باليوم العالمي للأرصاد الجوية تحت شعار: "عالم أكثر حرارة و جفافا، و أمطارا...مواجهة المستقبل" ، حيث يسلط الاحتفال على أن درجات الحرارة ليست إلا جزءا من القضية، فتغير المناخ يعرقل أيضا النسق الطبيعي للمواسم و يزيد وتيرة و شدة بعض الظواهر الجوية المتطرفة، مثل موجات الحرارة و الجفاف و الأمطار الغزيرة، و هذه التغيرات المستمرة تنبئ بمستقبل أكثر حرارة و جفافا و أمطارا.

إن المناخ يتغير، وهذا ليس مجرد تصور مستقبلي ولكنه أمر نشهده اليوم، وسيستمر المناخ في التغير طوال العقود المقبلة نظراً إلى تزايد تراكم الغازات الحابسة للحرارة والمنبعثة في الغلاف الجوي نتيجة للأنشطة البشرية، وقد كان كل عقد من العقود القليلة الماضية أحر من العقد السابق له، وكانت الفترة 2011 - 2015 أحر فترة مسجلة، كما أن عام 2015 كان أحر عام منذ بدء عمليات الرصد الحديثة في أواخر القرن 19.

ويختص علم الأرصاد الجوية "ميتيورولوجيا" بدراسة الجو التي ترتكز على أحوال الغلاف الجوي، فهو مجموعة من التخصصات العلمية التي تعني بدراسة المناخ والتنبؤات الجوية.حيث شهد القرن التاسع عشر تطورا سريعا في علم الأرصاد الجوية بعد تطور شبكة مراقبة حالة الطقس (محطات الأرصاد الجوية) في العديد من الدول، فيما شهد النصف الأخير من القرن العشرين، تقدما كبيرا في التنبؤ بأحوال الطقس، وذلك بعد تطور جهاز الحاسب الإلكتروني.

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)
تعتبر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) التابعة للأمم المتحدة، المرجعية في منظومة الأمم المتحدة فيما يتعلق بحالة وسلوك الغلاف الجوي للأرض، وتفاعله مع المحيطات، والمناخ الذي ينتج عنه، وتوزيع موارد المياه الذي ينجم عن ذلك.
وتضم عضوية المنظمة 191 دولة وإقليماً (منذ 1 جانفي 2013م ). وتأخذ المنظمة من مدينة جنيف بسويسرا مقرا لها ويرأسها أمين عام ينتخب من قبل برلمان المنظمة كل أربع سنوات.
في هذا الصدد أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى ان سنة 2015 ستبقى راسخة سيما بسبب "درجات الحرارة القياسية نظرا لموجات الحرارة و الطابع الاستثنائي للأمطار و الأضرار التي سببها الجفاف و الطابع غير المعتاد لنشاط الأعاصير الاستوائية" مضيفا ان الأرقام القياسية "لا زالت متواصلة منذ مطلع سنة 2016".
و قدمت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في إعلانها حول المناخ العالمي سنة 2015 معلومات مفصلة حول الدرجات القياسية المسجلة في العالم و ارتفاع حرارة المحيط و زيادة مستوى البحر التي لم تظهر أي علامة تراجع.و قد تم نشر الإعلان بمناسبة اليوم العالمي للأرصاد الجوية الذي تم وضعه هذه السنة تحت عنوان "أكثر حرارة أكثر جفافا أكثر رطوبة: لننظر إلى المستقبل مباشرة".
و صرح الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري طلاس ان "المستقبل على أبوابنا" معتبرا ان "الوتيرة المقلقة للتغيرات المناخية الناجمة عن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي نلاحظها اليوم لا مثيل لها منذ بداية تسجيل المعطيات".
من جانبه أكد دافيد كارلسن مدير البرنامج العالمي للبحث حول المناخ ان "درجات الحرارة الجد مرتفعة المسجلة حتى الآن سنة 2016 قد تسببت في اختلافات لدى علماء الأرصاد الجوية". و تابع قوله ان "الرسالة التي وجهها عالمنا إلى القادة كانت قوية : يجب التوقيع على اتفاق باريس حول التغيرات المناخية و تطبيقه و التقليص السريع من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري قبل تجاوز نقطة اللاعودة"

الارصاد الجوية بالجزائر
تحيي الجزائر اليوم على غرار بلدان العالم اليوم العالمي للأرصاد الجوية مراهنة على تطوير وسائل البحث و المراقبة من اجل رفع إمكانياتها في مواجهة التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية.
ومن اجل تجسيد و تعزيز وسائل مراقبة المناخ أصبح من الضروري اتخاذ إجراءات على مختلف المستويات (المحلية و الجهوية و الوطنية) من اجل مواجهة الأخطار المرتبطة بتغيرات و تطور المناخ حسب الديوان الوطني للأرصاد الجوية.
في هذا الصدد التزم الديوان الوطني للأرصاد الجوية بتطوير و تعزيز وسائله و إمكانياته في هذا المجال سيما من خلال اقتناء تجهيزات و آلات حديثة.
كما يسعى الديوان إلى اقتناء عشرة محطات مساعدة على الملاحة الجوية سنتي 2016 و 2017 بهدف تعزيز الوسائل الموجودة حسبما أكده مديره العام إبراهيم ايحدادن.و يتوفر المرصد كذلك على 200 محطة للأرصاد الجوية التي تعد ضرورية لقياس المناخ كما يراهن على شبكة المراقبة.
حرر بتاريخ: 2016/03/23 | عدد التصفحات: 2838